شبكة الصحفيين المواطنين، مشروع جمعية لينا بن مهني

تدريب جيل جديد من المواطنين الملتزمين على توثيق القضايا الاجتماعية والبيئية وإدانتها والتصرف بشأنها.
لم تكن لينا بن مهني مجرد مدوّنة؛ لقد كانت صوت الحرية، وصدى الثورة التونسية، وشخصية الشجاعة في مواجهة الرقابة والقمع. ومن خلال مدونتها “الفتاة التونسية”، مهدت لينا الطريق لما نسميه اليوم صحافة المواطن. لقد أظهر أن كل شخص، مسلحًا بهاتف أو لوحة مفاتيح، يمكن أن يصبح شاهدًا وفاعلًا للتغيير.
وبينما كانت دكتاتورية بن علي تخنق كل أشكال المعارضة، ذهبت لينا إلى المدن المحرومة في المناطق الداخلية من البلاد، حيث كان الغضب ضد النظام يغلي. استخدمت مدونتها ووسائل التواصل الاجتماعي لإظهار ما لم تجرؤ وسائل الإعلام التقليدية على نشره. في ديسمبر/كانون الأول 2010، بعد حرق محمد البوعزيزي، كانت لينا أول من ذهب إلى سيدي بوزيد، مركز الثورة التونسية. وسرعان ما أصبحت مدونته، المكتوبة باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، منارة للحقيقة، تربط معاناة التونسيين ببقية العالم.
أثبتت لينا أنك لست بحاجة إلى أن تكون صحفيًا محترفًا للتنديد بالظلم. أصبحت مدونتها منصة لمن لا صوت لهم، وهي شخصية رائدة في صحافة المواطن. إن قدرتها على جعل ما هو غير مرئي مرئيًا أكسبتها اعترافًا دوليًا، وفي عام 2011، تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام.
لكن معركته لم تنته بسقوط النظام. حتى عندما كانت مريضة، واصلت لينا الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، والمشاركة في المظاهرات، وفي المحاكمات، ودائمًا ما تستخدم قلمها وصوتها للتحدث علنًا ضد الظلم.
مهمتنا:
لا يقتصر التدريب الذي تقدمه شبكة المواطنين الصحفيين على تعلم كيفية التقاط الصور أو كتابة المقالات. إنهم يلهمون جيلًا جديدًا للعمل والمشاركة. تم تصميم كل جلسة من أجل:
تشجيع الاستقلال:
يتعلم المشاركون كيفية رواية قصصهم، واختيار زواياهم، واستخدام أدوات بسيطة (مثل هواتفهم الذكية) لالتقاط القصص والصور ومقاطع الفيديو، والتي يمكنهم بعد ذلك مشاركتها على منصات مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو المدونات الشخصية.
تنمية التفكير النقدي:
ويؤكد التدريب على أهمية التحقق من الحقائق وإعداد تقارير أخلاقية ومسؤولة. الهدف هو إنشاء صحفيين مواطنين قادرين على رواية قصص ذات مصداقية، بنزاهة وشفافية.
استكشاف آفاق جديدة:
بفضل العدسات المختلفة المقدمة (البيئة، والجنس، وحقوق الإنسان)، يتعلم المشاركون تحليل المواقف المعقدة من عدة زوايا، مما يجعلهم أكثر قدرة على اقتراح حلول عالمية للمشاكل المحلية.
لماذا هذا المشروع مهم
وأظهرت لينا بن مهني أن الصوت الواحد يمكن أن يلهم الحركة ويغير مسار الثورة. تعمل شبكة المواطنين الصحفيين على تضخيم هذه الرسالة من خلال تدريب جيل جديد من الصحفيين المواطنين. ومن خلال قصصهم وصورهم ومقاطع الفيديو، يواصلون سرد قصص غير المرئيين وإدانة الظلم وإضاءة الطريق إلى مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.
الهدف واضح: إعطاء المواطنين الأدوات اللازمة لإسماع أصواتهم، كما فعلت لينا. لا يقوم البرنامج بتعليم أساسيات إعداد التقارير والسرد البصري فحسب، بل يشجع أيضًا على تعميق وجهات النظر والنظر إلى القضايا من زوايا متعددة: البيئة والجنس وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
ومن خلال منحهم الوسائل للتعبير عن أنفسهم وتوثيق ومشاركة واقعهم، توسع شبكة الصحفيين المواطنين التزام لينا بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
توسيع وجهات النظر: رؤية جديدة للصحافة
إن شبكة المواطنين الصحفيين ليست دورة تدريبية تقنية بسيطة. يتعلق الأمر بفتح العقول، ودعوة المشاركين للنظر إلى العالم من خلال عدة منظورات لفهم مدى تعقيد القضايا الحالية.
البيئة: يتعلم المشاركون توثيق التدهور البيئي وتأثيره على مجتمعاتهم. سواء كان الأمر يتعلق بالتلوث أو تغير المناخ أو إدارة الموارد الطبيعية، يتم تدريبهم على إظهار كيف تؤثر هذه الأزمات بشكل خاص على الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال في المناطق المهمشة.
النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان: يركز البرنامج بشكل خاص على قضايا النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان، موضحًا كيف يؤثر الظلم الاجتماعي على النساء والأقليات بشكل مختلف. يتعلم المشاركون استخدام عدسة متعددة الجوانب لرواية القصص التي غالبًا ما يتم تجاهلها، مما يؤدي إلى تسليط الضوء على النضالات اليومية للفئات الأكثر تهميشًا.
العدالة الاجتماعية والحكم المحلي: مستوحاة من مثال لينا، يتم تدريب الصحفيين المواطنين على مساءلة السلطات المحلية عن أفعالهم. سواء كان الأمر يتعلق بالفساد أو سوء الإدارة أو عدم المساواة الاجتماعية، فإنهم يستخدمون تقاريرهم للدعوة إلى مزيد من الشفافية والعدالة.