لكم أحسست بالفرحة لمّا هبّ المدوّنون لمساندة المدوّنة فاطمة أرابيكا لمّا كانت موقوفة رهن التحقيق . فلقد رأيتهم ينسون اختلافاتهم و خلافاتهم و يساندونها بكلّ صدق و حماسة بغضّ النظر عن انتماءاتهم السياسية و الدينية و الاجتماعية , و تذكّرت أيّام الحوض المنجمي , يومها قلت ها نحن نستفيق .. .
و لكنّي أعجب الان من انصرافهم عن قضية الطلبة و المتمثّلة في الحكم على طلبة بالسجن لمجرّد اعتصامهم بمبيت جامعي كحركة احتجاجية سلمية للمطالبة بحق طالبات في السكن و هو الحق الذي يكفله الدستور و الاعلان العالمي لحقوق الانسان. و كم هالني بعد ذلك الصمت الذي رافق تعرّض الطلبة إلى العنف الشديد داخل قاعة المحكمة أثناء مثولهم أمام القضاء بتهم لا تمتّ للواقع بصلة و ثمّ حين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام و هم يقبعون في زنازينهم . .
تتزاحم الأفكارو الأسئلة في رأسي بحثا عن سبب هاته الامبالاة
.
أقرّرنا تجريد هؤلاء الطلبة من تونسيتهم و من انسانيتهم فصرنا لا نبالي بهاته المظلمة التي يعيشونها؟ و لماذا هذا القرار ؟ ألهذه الدرجة تردّت قيمة الطلبة و هانوا على شعب هذا الوطن ؟
لماذا هذا الصمت؟