من محاسن الصدف أنّني بصدد ترجمة “انجازات” الأنظمة السابقة في مجال التعذيب و القمع فأطلّع على شهادات ضحايا التعذيب و شهادات عائلات من قتلهم النظام و من اختفوا قسريا . هل أتاكم حديث “الدجاجة المصلية ” و اقتلاع الأظافر و الاغتصاب و التعليق و الصعق بالكهرباء و الجلد . هل أتاكم حديث التهديد باغتصاب الزوجة و الأمّ و الأخت ؟ هل خرج فرد من عائلتكم من المنزل ليختفي لتعلموا بدفنه في عمود بأحد الجسور ؟ هل مزّق الرصاص جسد أحد ذويكم ؟ هل فتح فرد من عائلتكم عينيه على الحياة ليختنق برائحة الغاز المسيل للدموع و هو في أشهره الأولى كما كان عليه الحال مع يقين القرمازي شهيدة القصرين ؟ هل ظلمتم محاباة ؟ و هل طالكم شرّ الفساد ؟ و القائمة تطول و تطول …
ما نعيشه اليوم نتاج سياسات الأنظمة السابقة التي لجأت الى سياسة التجهيل و خلقت تصحّرا فكريا و صنعت منا عبيدا منحنين لمن يغتصب أبسط حقوقنا. ما نعيشه اليوم هو نتاج سياسة الفساد التي كرّست لها الأنظمة الساقطة أبدا و هذا جليّ في كلّ التفاصيل فتاريخ بلاد لا يصنع في سنوات قليلة هو نتاج أجيال و أجيال و سياسات و سياسات . هذا الفراغ الفكري الذي نعيش هو نتيجة ما أقدم عليه النظام السابق و ما سعى إليه …. عن أيّ وفاء و و أمن و أمان تتحدّثون : أمن الترهيب و العصيّ و السجون و الايقافات حتما أمن الاذعان و الرضوخ و الركوع و السجود و الخنوع .
أقول من محاسن الصدف حتى لا أضيع البوصلة . رحم الله كلّ من مات و لكن لا للنسيان و لا لتزييف الحقائق و عبادة الأصنام .